الدكتور حيدر عبد الشافي
فلسطيني عرف بإخلاصه وصراحته وقد كسب احترام جميع الفرقاء. له تاريخ نضالي طويل، ومن
أهم قيادات الشعب الفلسطيني. وقد ترأس وفد فلسطين المفاوض في مؤتمر مدريد للسلام. كون
قناعة بأن إسرائيل لا تريد السلام.
دراسته ووعمله كطبيب
ولد في 10 يونيو عام
1919 وعاش في غزة ودرس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت. وتخرج منها عام 1943 وعاد
إلى غزة لممارسة الطب. أشتغل بعد تخرجه في مستشفى في يافا. ثم انتقل إلى غزة وهناك
أسس وترأس الخدمات الطبية في قطاع غزة بإسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بين
1957 - 1960
تخرج طبيباً عام 1943،
وتوجه للعمل على الأثر إلى مدينة يافا، حيث وظف في مستشفى البلدية التابعة لسلطة الانتداب
البريطاني. وأمضى سنوات الحرب العالمية الثانية في عدة أماكن داخل فلسطين وشرق الأردن.
وبعدما وضعت الحرب أوزارها ترك الجيش وفتح لنفسه عيادة خاصة في غزة، ومن شارك بتأسيس
الجمعية الطبية الفلسطينية عام 1945.
بعدها غادر عبد الشافي
غزة إلى الولايات المتحدة، حيث تخصص في الجراحة العامة بأحد المستشفيات الكبرى بمدينة
دايتون في ولاية أوهايو، ثم عاد اليها عام 1954 وكان القطاع قد وضع تحت الادارة المصرية.
وعمل جراحاً في مستشفى تل الزهور التابع للادارة المصرية. وخلال العدوان الثلاثي على
مصر عام 1956، احتلت إسرائيل غزة، ونصّبت على مدينة غزة مجلساً بلدياً لادارة شؤونها
واختارت عبد الشافي ضمن اعضائه، ولكنه رفض.
وبعد الانسحاب الإسرائيلي،
تزوج عبد الشافي من هدى الخالدي من أسرة مقدسية، وهو أب لثلاثة أبناء اكبرهم الدكتور
صلاح يقيمون في غزة وبنت واحدة.
منظمة التحرير الفلسطينية
عاد عبد الشافي إلى مزاولة
عمله الطبي الخاص عام 1960 ميلادي. لكنه اختير عام 1962 ميلادي رئيساً للسلطة التشريعية
للقطاع حتى عام 1964ميلادي، عندما شارك في أول مؤتمر وطني فلسطيني عقد ذلك العام في
مدينة القدس، وهو المؤتمر الذي أسست فيه منظمة التحرير الفلسطينية تحت رئاسة أحمد الشقيري.
وبين 1964 و1965 ميلادية
خدم عبد الشافي عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعزز منذ ذلك الحين، بفضل
نشاطيه الطبي والسياسي الوطني مواقعه الشعبية في معقله السياسي ومسقط رأسه غزة، صار
بحلول 1966 ميلادي الزعيم الأبرز في القطاع.
وبعد احتلال إسرائيل غزة
للمرة الثانية في عام 1967ميلادي، عمل طبيباً متطوعاً في مستشفى الشفاء بغزة واعتقلته
السلطات الإسرائيلية لبعض الوقت بتهمة تأييد سياسات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،
التي أسسها صديقه وزميله الطبيب الدكتور جورج حبش.
وواصل عبد الشافي بعد
اطلاق سراحه تحدي سلطات الاحتلال، رافضاً أي شكل من أشكال التعاون معها، فنفته بأوامر
مباشرة من وزير الدفاع في حينه موشيه دايان إلى قرية نخل بوسط شبه جزيرة سيناء لمدة
ثلاثة أشهر، ومن ثم إلى لبنان يوم 12 سبتمبر
عام 1970ميلادي مع خمسة من الزعماء الوطنيين، رداً على اقدام الجبهة الشعبية
على اختطاف 3 طائرات مدنية نسفت لاحقاً في الصحراء الأردنية. عام 1972 ميلادي أسس عبد
الشافي، وأدار جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة وجعلها مسرحاً للعون الطبي
والنشاطات الاجتماعية والثقافية. شارك في الوفد الأردني الفلسطيني المشترك إلى مؤتمر
مدريد عام 1991ميلادي. ومن ثم أسندت اليه مهمة رئاسة الوفد الفلسطيني المفاوض في مباحثات
واشنطن في العاصمة الأميركية على امتداد 22 شهراً خلال عامي 1992 و1993 ميلادية. استقال
عبد الشافي استقال من الوفد في ابريل 1993
ميلادي بسبب استمرار الخلاف على عقدة المستوطنات الإسرائيلية التي رفض أن تسوية لا
تنص على ازالتها. وبعد مناشدته وقبوله العودة إلى مائدة التفاوض، فإنه استقال وانسحب
مجدداً في الشهر التالي.
انتخب في عام 1996ميلادي
عضوا في المجلس التشريعي بأعلى الاصوات. واختير لرئاسة اللجنة السياسية في المجلس.
وفي 30 مارس 1998ميلادي انسحب من المجلس على
أساس انه يستحيل على المجلس بالنظر إلى سلطاته المحدودة احداث اي تغيير نحو الأفضل
في وضع الفلسطينيين، ودعا إلى مزيد من الديمقراطية داخل السلطة الوطنية الفلسطينية
وانشاء قيادة وحدة وطنية تجمع تحت لوائها كل الفصائل والتيارات. وأيد لاحقاً «انتفاضة
الأقصى» (الانتفاضة الثانية) معتبراً أنها «رفض طبيعي تلقائي لعشر سنوات من التفاوض
العقيم مع إسرائيل، التي استغلت كل الفرص حالات أمر واقع على الأرض. كما شكك بصدقية
«خريطة الطريق» التي تدعمها الولايات المتحدة.
عمله السياسي
نال أكبر عدد من الأصوات
في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الأول فحاز على رئاسته. وبهذه الصفة حضر أول
مؤتمر لللمجلس الوطني الفلسطين الذي تقرر فيه إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) عام 1964ميلادي. أسس مع د. مصطفى البرغوثي والأستاذ
إبراهيم الدقاق والراحل د. إدوارد سعيد وخمسمائة شخصية فلسطينية حركة المبادرة الوطنية
الفلسطينية في العام 2002 التي تولى مهمة أمينها العام، وهي حركة سياسية إجتماعية تؤمن
بأن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان الحامي لنضال الشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة
في الحل العادل.
وفاته
توفي حيدر عبد الشافي
يوم 24 سبتمبر 2007 وهو يبلغ من العمر 88 عاما. توفي مخلفا وراءه زوجته وأربع من أولاده
وسبعة من أحفاده وشيعت جنازته وشارك فيها الخصمان يمشون جنبا إلى جنب أنصار فتح وأنصار
حماس.
