منذ بداية الستينيات وحتى
يومنا هذا والوطن يجري في عروقه، خدمة الوطن و المقاومة الشريفة كانا السبب في أن يقضي
الشوبكي ما تبقى من عمره خلف زنازين الاحتلال، 75 عاماً ولم تنجح أقوى قوة في العالم
أن تقول كفى للظلم، وأن تخرج هذا الإنسان المسن من الأروقة الباردة المظلمة، لفراش
دافىء قرب مدفأة صغيرة، كأي مسن هزمه العمر.
اليوم، الأسير فؤاد الشوبكي،
مريضٌ .. سوء حالة السجون، والإهمال الطبي المتعمد، وكبر عمره، كلها أمور اجتمعت عليه،
لتساهم في تردي حالته الصحية للأسوأ فالأسواء.
يبقى السؤال لماذا تُرك
الشوبكي في دائرة الخطر وبقي منسياً رغم كل ما قدمه للوطن؟ فهو يعاني المرض والتعب
ويحتضر رويداً رويداً في سجون الظلم.
من هو الأسير الشوبكي؟
الشوبكي من مواليد 1940
من مدينة غزة، انضم لصفوف حركة فتح منذ بداية انطلاقتها، وحارب الاحتلال في غزة وبقي
مطارداً، ثم غادر لخارج فلسطين وشارك في الثورات الفلسطينية في الأردن ولبنان.
اللواء الشوبكي كان عضو
المجلس الثوري لحركة فتح والمسؤول المالي للإدارة المالية المركزية وكان مستشاراَ مالياً
للشهيد ياسر عرفات، "كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة في السلطة كانت لا بد أن تمر
على الشوبكي لتأخذ الموافقة"، يقول أحد أقارب الأسير.
اتهم الشوبكي و 5 آخرين
من رفاقة من بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعادات، بتمويل صفقة أسلحة لصالح
مقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية، من خلال سفينة (كارين-اي) التي أعلنت إسرائيل
أنها ضبطتها في البحر الأحمر عام 2002 وكانت قادمة من إيران وتضم أسلحة ومواد متفجرة
وقوارب مطاطية وألغام وصواريخ، بالإضافة إلى تهمة اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي
"رحبعام زئيفي" في عام 2001.
وضعت حينها الولايات المتحدة
الأمريكية وبريطانيا والسلطة الفلسطينية وإسرائيل اتفاقاً أطلق عليه "اتفاق رام
الله"في عام 2002، نص على اعتقال الشوبكي وسعادات ورفاقهم في سجن أريحا مقابل
فك الحصار عن المقاطعة في رام الله التي يتواجد بها الرئيس عرفات.
بعد نصف ساعة من انسحاب
مجموعة المراقبين الدوليين، اقتحمت قوات الاحتلال سجن أريحا في 14 آذار 2006، وهدمت
المبنى، واعتقلت المناضلين الستة.
الشوبكي يبلغ من العمر
(75 عاما) و محكوم بالسجن الفعلي لمدة 20 عاما بالإضافة إلى 5 سنوات مع وقف التنفيذ،
أمضى منهم 10 سنوات في سجون الاحتلال.
